نموذج EFQM: الإطار الأوروبي لتحقيق التميز المؤسسي

في ظل المنافسة المتزايدة، والضغوط المتسارعة على المنظمات لتحسين أدائها وتحقيق قيمة مضافة للمستفيدين، يبرز التميز المؤسسي كأحد أهم العناصر الاستراتيجية التي تضمن استدامة النجاح وتحقيق الريادة. ولمواكبة هذه المتطلبات، أصبحت الحاجة إلى نموذج واضح وشامل لقياس الأداء المؤسسي وتحسينه أكثر اهمية من أي وقت مضى.

هنا يأتي نموذج EFQM ليقدم للمنظمات إطاراً عملياً مرناً ومتكاملاً يساعدها على تقييم موقعها الحالي، وتحديد أولوياتها، وبناء خارطة طريق للتحسين المستمر. فهو لا يقتصر على تقييم العمليات فحسب، بل يتعمق في تحليل القيادة، والثقافة، والقيم المؤسسية، ويمنح الجهات القدرة على المواءمة بين الطموحات والنتائج.

ما هو نموذج EFQM؟

نموذج EFQM (European Foundation for Quality Management) هو إطار إداري معترف به عالمياً يدعم المنظمات في إدارة التغيير وتحسين الأداء. ويحظى نموذج EFQM بثقة الآلاف من المنظمات في جميع أنحاء العالم و لأكثر من 30 عامًا، ويُستخدم النموذج عالميًا كمرجعية لتوجيه الأداء نحو مستقبل مستدام قائم على التمييز.

يرتكز هيكل نموذج EFQM على منطق بسيط وعميق التأثير، يتمثل في الإجابة على ثلاثة أسئلة محورية:

لماذا؟

لماذا وُجدت هذه المنظمة؟ ما الغاية التي تسعى لتحقيقها؟ ولماذا تم اختيار هذه الاستراتيجية بالذات؟

هذا السؤال يحدد التوجه العام للمنظمة، ويعكس وضوح الغرض والرؤية والإستراتيجية.

كيف؟

كيف تنوي المنظمة تحقيق غايتها واستراتيجيتها؟

يرتبط هذا الجانب بالتنفيذ العملي ويشمل القيادة، الثقافة المؤسسية، وإدارة العلاقات والموارد.

ماذا؟

ما الذي تم تحقيقه حتى الآن؟ وماذا تنوي المنظمة تحقيقه في المستقبل؟

يركز هذا السؤال على تقييم النتائج الحالية والمستقبلية وتأثيرها على أصحاب المصلحة.

استخدام النموذج

يتيح تطبيق نموذج EFQM للمنظمات الاستفادة من مجموعة واسعة من الاستخدامات العملية التي تدعم التميز والتحسين المستمر، ومن أبرز هذه الاستخدامات:

  • قياس الأداء
  • البدء بعمل جديد
  • بناء القدرة التنظيمية للتحسين
  • قيادة برامج التحول
  • إدارة إجراءات الشركات
  • إدارة المخاطر – بناء المرونة
  • تأهيل الموردين
  • فهم النضج التنظيمي
  • الخضوع للتقييم الخارجي
  • الاستشعار بتأثير اضطراب السوق والاستجابة له
  • تحقيق الاعتراف
  • إنشاء وتحسين خطط الاستدامة

لماذا يجب على المنظمات استخدام نموذج EFQM؟

لأنه يساعد على تحديد هدف مؤثر للمنظمة، وإلهام القادة على كافة المستويات وإنشاء ثقافة ملتزمة بتحسين الأداء، مع الحفاظ على المرونة والتكيف والقدرة على التطور للمستقبل.

يرتكز النموذج على ثلاثة محاور مترابطة، يشكل الإطار العام للتميز المؤسسي:

  • التوجه (Direction): ويغطي الغاية والرؤية والاستراتيجية، إلى جانب الثقافة المؤسسية والقيم، وهو ما يُحدّد لماذا وُجدت المؤسسة وما هو طموحها المستقبلي.

  • التنفيذ (Execution): ويتعلق بكيفية ترجمة هذا التوجه إلى واقع عملي، من خلال قيادة الأداء والتحول، وتقديم القيمة بشكل مستدام، وتحقيق تكامل مؤسسي عبر العمليات.

  • النتائج (Results): وهي مخرجات ما تم إنجازه فعليًا، بالإضافة إلى ما تسعى المنظمة لتحقيقه، ويشمل ذلك تحقيق القيمة لأصحاب المصلحة، وإدراك المجتمع، والمخرجات الاستراتيجية.

قياس نضج التميز المؤسسي باستخدام EFQM

قياس النضج وفق نموذج EFQM هو تقييم شامل وممنهج لمدى نضج ممارسات التميز في المنظمة. ويشمل ذلك القيادة، الاستراتيجية، الثقافة المؤسسية، إدارة الأداء، الابتكار، وإشراك أصحاب المصلحة. وتمكن هذه الخدمة المنظمات من:

  • تحديد مستوى نضج التميز المؤسسي الحالي بدقة.

  • ضمان توافق الأداء مع المعايير والممارسات العالمية.

  • تطوير خارطة طريق للتحسين مدروسة ومبنية على نتائج التقييم.

  • الاستعداد للمشاركة في جوائز التميز المؤسسي على المستويين المحلي والعالمي.

لماذا إمباور في تطبيق نموذج EFQM؟

عند اختيار شريك استشاري لتطبيق نموذج EFQM وتحقيق التميز المؤسسي، لا يكفي توفر المعرفة النظرية، بل الأهم هو امتلاك القدرة على الربط بين النموذج والواقع العملي لكل جهة. وهنا تبرز إمباور كخيار موثوق ومتميّز لعدة أسباب:

  • كفاءات سعودية محترفة: نمتلك فريقاً من الكفاءات الوطنية المؤهلة، بخبرات عميقة ومعرفة دقيقة ببيئة العمل المحلية، مما يعزز القيمة الاقتصادية المضافة عبر الاستثمار المباشر في الناتج المحلي.

  • أفضل الممارسات العالمية: تعتمد على أطر ومنهجيات رائدة مثل EFQM وISO 9001 وSix Sigma وLean لتطوير أنظمة الجودة، وتحسين الأداء المؤسسي، ورفع الكفاءة التشغيلية.

  • خبرات متعددة القطاعات: لدينا سجل حافل في تقديم خدمات التميز المؤسسي لجهات من مختلف القطاعات، مما يمنحنا مرونة عالية في تكييف النموذج بما يتناسب مع طبيعة كل منظمة.

  • تحقيق الاستدامة والابتكار: لا نكتفي بتطبيق النماذج، بل نعمل على بناء ثقافة مؤسسية راسخة ترتكز على التحسين المستمر، وتمكين الابتكار، وتحقيق نتائج قابلة للقياس ومؤثرة على المدى الطويل.

خاتمة

في رحلة التميز المؤسسي، لا يوجد طريق مختصر، ولكن هناك طريق واضح، يقدمه نموذج EFQM كمرجعية عالمية تمكّن المنظمات من التقييم والتحسين، وتحقيق التوازن بين الطموحات والنتائج، وبين الرؤية والواقع.

اختيار هذا النموذج ليس مجرد قرار إداري، بل هو استثمار استراتيجي يعكس التزام المنظمة بالتحسين المستمر، وتمكين كوادرها، وتحقيق قيمة حقيقية لجميع أصحاب المصلحة.

ومع شريك استشاري كـ إمباور، تتحول رحلة التميز إلى واقع عملي مدعوم بكفاءات سعودية، وممارسات عالمية، وخبرات متعددة تضمن التكيّف مع كل بيئة عمل. التميز المؤسسي ليس غاية في ذاته، بل هو وسيلة للوصول إلى منظمة أكثر نضجاً، وأكثر مرونة، وأكثر جاهزية لمستقبل تنافسي ومستدام.

مشاركة المقال