المنهجية الرشيقة .. مواكبة مرنة في عالم المشاريع 

المنهجية الرشيقة
يعد التطور الكبير والسريع في عالم الأعمال من أهم التحديات التي تواجه المنظمات، وتجعل من إدارة المشاريع  مجالًا تنافسيًا واسعًا بحاجة إلى طرق ابتكارية رشيقة؛ لمواكبة سرعة العالم وتحقيق النجاح الذي تسعى إليه كل منظمة،  وهذا ما تقدمه المنهجية الرشيقة التي تعتمد على التعاون والتفاعل المستمر بين أصحاب المصلحة والقائمين على المشروع بمرونة عالية وقدرة كبيرة على التكيّف مع التغييرات السريعة لتحقيق الأهداف بأقل التكاليف. 

شارك هذه المقالة :

فالمنهجية الرشيقة واحدة من الأساليب الجديدة والفعّالة التي تتبعها المنظمات في إدارة المشاريع، حيث صُممت لتساعد على تحسين كفاءة العمليات وفعاليتها بطريقة سلسة وبجودة عالية جدًا ، بعيدًا عن العملية المعقدة في إدارة المشاريع بطريقتها التقليدية.. وفي المقال التالي سنوضح أهمية المنهجية الرشيقة في إدارة المشاريع.. 

 

ما المقصود بالمنهجية الرشيقة (Agile)؟

هي منهج لإدارة المشاريع يعمل بشكلٍ مرن لتقديم أفضل أداء ممكن للمنظمات، من خلال تقسيم المشروع إلى مهام مجزأة وصغيرة قابلة للتنفيذ في فترة زمنية قصيرة،  تساعد على التفاعل المستمر مع العملاء وتحديد الأولويات والتغييرات المطلوبة، حيث تعمل المنهجية على تحسين الجودة بشكل مستمر؛ وذلك لمرونتها وتكيفها مع التحديات المستمرة في متطلبات العميل لتحويل أي معوقات إلى فرصة إبداع وتميز. 

وتتمتع المنهجية بسهولة العمل الجماعي والتعاون المستمر وتحديد الأولويات لتحقيق النتائج المرجوة،كما تمتاز بالقدرة على تسليم المشروع بسرعة عالية ودقة احترافية مع تحسين الجودة بشكل مستمر، ويعمل على تجنب الهدر وتحسين الكفاءة والجودة في عمليات الإنتاج والتطوير وتقديم الخدمات. 

 

ما هي قيم المنهجيات الرشيقة؟ 

تعتمد آجايل على مجموعة من القيم التي تستخدم في تصميم البرامج والتطبيقات الحاسوبية، وهي كالآتي: 

1- العملاء أولًا:

تركز المنهجية على تلبية احتياجات العملاء وتحسين تجربتهم في استخدام البرامج والتطبيقات.

2-  الاعتماد على نظرية “Step by Step”:

ويكون من خلال تطوير البرامج والتطبيقات بشكل تدريجي، مع إضافة المزيد من الميزات والتحسينات على مراحل.

3- التفاعل المستمر: 

التفاعل بشكل مستمر مع العملاء وجمع ملاحظاتهم واقتراحاتهم للوصول إلى مرحلة التحسين في المشروع

4- الإنتاجية العالية: 

العمل بشكل فعّال وبسرعة لتحقيق الأهداف المحددة.

5- الجودة:

 التحقق من جودة البرامج والتطبيقات بشكل دوري، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسينها.

6- التعاون والتواصل:

وهذا يكون بين أعضاء الفريق المسؤول عن التطوير مما يساعد على تحقيق الأهداف بشكل أسرع وأفضل.

7- التحليل المستمر: 

تحليل البيانات وجمع المعلومات بشكل مستمر لتلبية احتياجات العملاء وتحسين المشروع. 

 

لماذا تحتاج المنظمات إلى منهجية رشيقة ؟ 

أصبحت المنهجية الرشيقة تمثل الحداثة والمرونة الكافية في تطوير المنتجات والخدمات، نظرًا لأنها تمتاز بتركيزها الكامل على التحسين المستمر وتلبية احتياجات العملاء، وهذا ما يجعلها تقدم العديد من الفوائد للمنظمات  منها: 

  • الذكاء في زيادة الإنتاجية والحد من الهدر في الموارد. 
  • تحسين العمليات والعمل بأفضل الممارسات لتقليل التكاليف. 
  • تحسين جودة المنتجات من خلال التحليل المستمر والتطوير. 
  • المرونة والتكيّف مع أي تغيير وتحويل التحديات إلى فرص. 
  • زيادة الثقة بالعلامة التجارية وزيادة رضا العملاء.
  • التعاون بين أعضاء الفريق وتحسين التنظيم بينهم. 

 

ما السمات التي تعمل عليها المنهجيات الرشيقة في إدارة المشاريع؟

تعد هذه المنهجيات في إدارة المشاريع بمثابة استراتيجيات مبتكرة تمتاز بعدّة سمات تمكنها من تحقيق نتائج أسرع بأفضل الطرق، ومنها: 

– الاعتماد على القيمة المضافة كمركزية:

وذلك من خلال تحقيق القيمة المضافة للعملاء والمستخدمين، الذي يأتي عن طريق تحديد وتلبية احتياجاتهم وتقديم المنتجات أو الخدمات المناسبة لهم. 

– المرونة وتقبل التغيير: 

تعتمد المنهجيات الرشيقة على الاستجابة السريعة لأي تغيير في احتياجات العملاء أو في السوق بشكل عام، والتكيف مع التغيرات وتحويلها إلى فرص. 

– التحسين المستمر: 

تحليل البيانات وجمع الملاحظات وتطبيق التحسينات المطلوبة كل هذه الأمور تساعد على التحسين المستمر للعمليات. 

– مبدأ الشفافية: 

تعمل المنهجية الرشيقة على تبني مبدأ الشفافية وذلك يكون بتبادل المعلومات والملفات بشكل مفتوح بين أعضاء الفريق وأصحاب المصلحة، والحديث عن التحديات والمشكلات وتحديد الأخطاء وحلّها علنًا، وبشكل واضح للجميع. 

– التحكم بالجودة:

من خلال تطبيق الممارسات اللازمة والتحليل المستمر تعمل المنهجيات الرشيقة  على التحكم بالجودة والتأكد من متطلباتها ومعاييرها المحددة. 

– السرعة:

تبسيط العمليات وتنظيمها والتعاون بين الفريق أهم ما تمتاز به المنجيات الرشيقة. 

 

ما هي خطوات تطبيق منهجية أجايل؟

تتضمن هذه المنهجية عددًا من الخطوات التي يمكن اتباعها لتطبيقها بشكل فعال، وتشمل الخطوات الآتية:

  1.  تحديد المشروع وأهدافه ونطاقه والجهة المسؤولة عن إدارته. 
  2.  تشكيل فريق العمل وتحديد أعضائه وأدوارهم في المشروع. 
  3.  تحديد المتطلبات اللازمة لإنجاز المهام التي تضمن الوصول للأهداف.
  4.  التخطيط الأسبوعي للأنشطة والمهام وتحديد الأولويات والتواريخ النهائية.
  5.  العمل الدوري والتحديث المستمر للمشروع، من خلال الاجتماعات اليومية والتحديث المستمر. 
  6.  التحقق والاعتماد على التقييمات الدورية وتحليل البيانات. 
  7. تطبيق التحسينات اللازمة وتحديد المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة. 
  8. التواصل الفعّال مع العملاء والمستخدمين وتقديم خدمات تلبي احتياجاتهم.

من الفريق الذي يطبق أجايل؟

يتضمن فريق العمل في منهجية أجايل مجموعة من المتخصصين في مجال إدارة المشاريع والبرمجيات وهم كالآتي:

  1. مالك المنتج (Product Owner): المسؤول عن تحديد المتطلبات والأهداف والتأكد من تحقيق القيمة المضافة للعملاء.
  2. فريق التطوير (Development Team): المهندسين المطورين القائمين على تحويل المتطلبات إلى منتجات وخدمات قابلة للتسليم.
  3.  المسؤول عن إدارة المشروع (Scrum Master): المسؤول عن إدارة المشروع وضمان تطبيق المنهجية بشكل صحيح وتحسين عملية التطوير.

 

ما هي عناصر القوة والضعف في المنهجية الرشيقة؟!

تمتاز منهجية أجايل بالعديد من العناصر التي تكون بمثابة عناصر قوة تدعم نجاح المشاريع وتحقق الأهداف ومنها: 

  1. المرونة وقابليتها للتكيف مع أي تغييرات تطرأ خلال فترة تنفيذ المشروع. 
  2. التعاون والتواصل المستمر والفعّال والتنسيق بين فريق العمل والعملاء
  3. التطوير والعمل بطريقة تفاعلية وتطبيق التحسينات حسب حاجة المشروع. 
  4.  التحقق من جودة المنتج وتقييم الأداء بشكل دوري. 

 

ومع وجود العديد من عناصر القوة والميزات التي تدعم تطبيق منهجية آجايل للمشاريع، إلّا أن هناك بعض نقاط الضعف التي تؤخذ على هذه المنهجية منها: 

  1. صعوبة التنبؤ بالتغيرات المستقبلية في المشروع. 
  2. قد تتعرض إلى تجاوز الميزانية المحددة خلال العمل على تحقيق الأهداف. 
  3. تجاوز وقت التسليم بسبب التركيز على التطوير المستمر. 
  4. الحاجة إلى فريق عمل محترف ومعرفة تقنية عالية. 

 

ما هي أسباب فشل تطبيق منهجية أجايل؟

  • غموض الأهداف المحددة للمشروع. 
  • عدم التزام كل فرد في الفريق بدوره. 
  • قلة الموارد المتاحة مثل الميزانية والوقت.. 
  • عدم تحديد احتياجات المستخدمين والعملاء بشكل جيد. 
  • غياب رؤية شاملة للمشروع وعشوائية المخرجات. 

 

هل هناك أمثلة على تطبيق المنهجيات الرشيقة في الشركات العالمية؟

هناك العديد من الشركات العالمية التي طبقت آجايل في إدارة المشاريع وتطوير المنتجات والخدمات منها: 

  • شركة تويتر عملت على تطبيق منهجية آجايل في تطوير العديد من خدماتها ومنها، إطلاق ميزة ( Fleets) التي تتيح للمستخدمين نشر الصور والفيديوهات لمدة 24 ساعة وهي ميزة مستوحاة من ميزة الـ (Stories)
  • شركة سبوتيفاي التي عملت على التركيز على القيمة المضافة خلال استخدام المنهجية حيث قامت بإطلاق ميزة  “Spotify Wrapped” التي تتيح للمستخدمين معرفة أكثر الأغاني والفنانين والتصنيفات الذين استمعوا إليها خلال العام، وغيرها من الميزات التي قاموا بتطويرها خلال تطبيق منهجية آجايل. 
  • شركة غوغل استخدمت المنهجية الرشيقة في تطوير منتجاتها ومن أمثلة تطبيق الشركة للمنهجية، إطلاق خدمة “Google Drive” لتخزين الملفات والوثائق والصور على الإنترنت والوصول إليها من أي مكان، وغيرها من الأمثلة الأخرى. 
  • شركة أمازون استخدمت المنهجية الرشيقة لتطوير العديد من الخدمات التي تساهم في تحسين عملها، منها إطلاق خدمة “Amazon Prime” التي تتيح للمستخدمين الحصول على توصيل مجاني وسريع للمنتجات، وكذلك الوصول إلى محتوى حصري على منصة الفيديو الخاصة بها “Amazon Prime Video”.

 

 

في الختام، إن استخدام منهجية تتمتع بالمرونة خلال إدارة المشاريع تتيح لك سير المشروع بطريقة احترافية تساعدك على التكيّف مع التغييرات باستخدام العديد من الأساليب والأدوات المختلفة، ولذلك تعد المنهجية الرشيقة واحدة من الأساليب الفعّالة التي تستخدمها المنظمات والمؤسسات العالمية لتحقيق أهدافها من خلال التحسين المستمر في ظل التطور السريع الذي يواجه إدارة المشاريع. 

المزيد من المقالات

PMO

التخطيط الاستراتيجي

التخطيط الاستراتيجي هو بوصلة الأمان لجميع الأعمال، وهو الركيزة الأساسية التي تبلغ بها الشركة أهدافها وغاياتها المرجوة، مع ضمان التوافق بين الموارد والقدرات والبيئة الخارجية.

PMO

إدارة التغيير

لتحقيق التقدم وصنع نقلة نوعية لابد من اتخاذ خطوة “التغيير”..! وفي عالم الأعمال التطور سريع والتنافس كبير، فالحاجة لـ “إدارة التغيير” ضرورة أساسية!،  كما أنها