التخطيط الاستراتيجي هو بوصلة الأمان لجميع الأعمال، وهو الركيزة الأساسية التي تبلغ بها الشركة أهدافها وغاياتها المرجوة، مع ضمان التوافق بين الموارد والقدرات والبيئة الخارجية.
فلا يُمكن للسفينة أن تسير بلا أشرعة تُوجهها لبر الأمان؛ كذلك حال المؤسسات التي تسعى للنجاح والتطور؛ فلن تحقق ما تسعى إليه إلا بتخطيطٍ استراتيجي؛ لأنه يعين على اتخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ وتخصيص الموارد بشكلٍ فعالٍ يفتح لها آفاق الدرب ويُنير لها الطريق.
-نافذة النمو والتطور تتفتح مع التخطيط الاستراتيجي…
كنافذة النور على المؤسسات يكون التخطيط الاستراتيجي؛ لأنه يُعين على معرفة نقاط القوة والضعف الداخلية للمنظمة وكذلك معرفة التهديدات الخارجية.
فهو عملية مستمرة من التخطيط والمراقبة والتحليل، أيضاً هو عملية إدارية تُستخدمُ لإعداد الشركات والمؤسسات للمستقبل الواعد، والتخطيط الاستراتيجي يمد يد العون للمؤسسات في حدوث حالات الطوارئ والمخاطر؛ لأنه يرسم لك توقع شامل ورؤية مستقبلية تُعين في تفاديها.
-حجر الأساس لإدارة مشروعٍ ناجح.
لنجاح إدارة المشاريع بتميزٍ وتفرد كان لابد من وجود حجر الأساس الذي تُبنى عليها وهو “التخطيط والجدولة”؛ فهما عمليتان مترابطتان لإدارة مشروعٍ ناجحة، فالتخطيط يصف الصورة الكبيرة للمشروع والجدولة تُحدد التفاصيل الصغيرة لوصف كيفية تنفيذ هذه الخطة، ولتحقيق أهداف المشروع في وقت محدد وفي إطار الميزانية المتاحة.
-لماذا التخطيط الاستراتيجي؟
قد يتبادر إلى الذهن أن كثير من الأعمال تمت بلا تخطيط استراتيجي، لكن لكل عمل يتميز بالتخطيط الاستراتيجي يتمتع بميزات لا مثيل لها، فهو المنقذ باتخاذ قرارات صائبة تتوافق مع الرؤية والرسالة، وتحظى المؤسسات بإدارة أفضل للموارد بتحديد أولويات جهودها والأنشطة التي ستؤثر على تحقيق أهدافها.
وهو خارطة الطريق لجميع الأعمال؛ فيزيد من امتياز وزيادة الكفاءة التشغيلية، ويضمن تنسيق جميع الجهود، وتتمتع المؤسسات بكونها استباقية عبر توقع التغيرات في السوق، فسرعة تكيفها مع المتغيرات عالية وسريعة كما تغتنم الفرص أول ما تلوح لها.
-مراحل وخطوات التخطيط الاستراتيجي.
المشاريع التي تُطبخ على نار هادئة تكون أكثر ثابتاً ونجاحاً من الأعمال التي تتم بعشوائية وبسرعة مبالغة، ولذلك فمراحل وخطوات التخطيط الاستراتيجي بوابة تنقلك للنجاح.
المرحلة الأولى: الحاجة إلى الخطة الاستراتيجية من خلال دراسة البيئة الصناعية والعمليات الداخلية.
المرحلة الثانية: تحديد الأهداف بناءً على الغرض المنشود، مع التركيز على تحسين الأداء وتحقيق المكاسب.
المرحلة الثالثة: البحث عن الوسائل المناسبة لتحقيق الأهداف المحددة، مع التركيز على الحلول الفعّالة والمرنة.
المرحلة الرابعة: اختيار خطة العمل المناسبة، مع مراعاة العواقب المحتملة وقابلية التكيف.
المرحلة الخامسة: يتم تنفيذ الخطة الاستراتيجية ومراقبتها بانتظام لتقييم الأداء وضبط الأهداف بما يتناسب مع تطورات السوق والمنظمة.
-عوامل نجاح التخطيط الاستراتيجي:
لبلوغ النجاح في التخطيط الاستراتيجي عوامل عدة يعتمد عليها لتحقيق التمكين والنمو والتطور للمشروع.
1-تحديد أهداف التخطيط بدقة ووضوح.
2-الاعتماد على الحقائق والبيانات.
3-الموازنة بين الخيارات السلبية والإيجابية.
4-إشراك الموظفين في عملية التخطيط الاستراتيجي.
5-تحديد قائد مسؤول عن مخرجات ونتائج المشروع، وفريق متخصص لإدارة كل مشروع.
-بالتخطيط الاستراتيجي تتحقق الأهداف طويلة المدى.
جميع المؤسسات تسعى لتحقيق الأفضل من خلال وضع أهداف سامية، وفي التخطيط الاستراتيجي وسيلة سامية إذ يعين على تحقيق الأهداف طويلة المدى التي تطمح لها الشركة، فهو يقدم للشركة سؤال “إلى أين أتجه، وكيف يُمكنني الوصول إلى أهدافي المرغوبة؟”، كما يهدف التخطيط لربط ثلاث مجالات رئيسية:
-الرسالة: والتي به يحدد الغرض من العمل، -الرؤية: شرح تفصيل الأمور التي تريد تحقيقها، -الخطة: تحديد كيف تريد تحقيق الأهداف طويلة المدى.
-القائد الفذّ.
للقائد دور فعّال في المعرفة الشاملة للبيئة التنظيمية الداخلية والخارجية للشركة، ومما يعينه للوصول إلى اتخاذ القرارات الصحيحة في العمل هو التخطيط الاستراتيجي، لكن الأهم من ذلك هو تنفيذ هذا التخطيط ببراعة القيادة وتحريك فريق العمل بشحذ همتهم لتسخير هذا التخطيط الاستراتيجي على أرض الواقع، وهنا تأتي أهمية مهارات القيادة والتواصل واتحادها مع التخطيط.
ولأن النجاح رحلة كان لابد من خارطة الطريق التي تختصر الوقت والجهد والعمل التي تتمثل في التخطيط الاستراتيجي؛ فمعه ينمو مستقبل العمل وتتحقق الأهداف بأفضل النتائج، كما تنمو وتزدهر باتساعها وتطورها، ويتحقق للشركة رضا الموظفين الذي ينتج عن جودة حياتهم العملية، كما يعين للتغلب على العقبات وتخطيها بكفاءة ونجاح فهو المحرك الأساسي لنجاح الأعمال.
